فصل: (سورة الزخرف: الآيات 41- 42):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



2- التغليب: في قوله تعالى: {بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ}.
وهذا الفن: هو أن يغلب الشيء على ما لغيره، ذلك بأن يطلق اسمه على الآخر، ويثنى بهذا الاعتبار، للتناسب الذي بينهما.
ففي الآية ذكر المشرقين، وأراد المشرق والمغرب، لكن غلب المشرق على المغرب وثنيا، كقولهم: الأبوين للأب والأم. ومنه قوله تعالى: {وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ}.
وقولهم: القمرين للشمس والقمر.
ومثله الخافقان في المشرق والمغرب، وإنما الخافق المغرب، ثم إنما سمى خافقا مجازا وإنما هو مخفوق فيه، والقمرين في الشمس والقمر، وقيل: إن منه قول الفرزدق:
أخذنا بآفاق السماء عليكم ** لنا قمراها والنجوم الطوالع

وقيل إنما أراد بالقمرين محمدا والخليل عليهما الصلاة والسلام، لأن نسبه راجع إليهما بوجه، وإنما المراد بالنجوم الصحابة. وقالوا: العمرين في أبى بكر وعمر، وقالوا: العجّاجين في رؤبة والعجّاج، والمروتين في الصفا والمروة.
ولأجل الاختلاط أطلقت (من) على مالا يعقل في قوله تعالى: {فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ} فإن الاختلاط حاصل في العموم السابق في قوله تعالى: {كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ}. كما أطلق اسم (المذكرين) على المؤنث حتّى عدت منهم، وهي مريم بنت عمران رضي اللّه عنهما في قوله تعالى: {وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ} والملائكة على إبليس حتّى استثني منهم في {فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ}. قال الزمخشري: والاستثناء متصل لأنّه واحد من بين أظهر الألوف من الملائكة، فغلّبوا عليه في {فسجدوا}، ثم استثني منهم استثناء أحدهم، ثم قال: ويجوز أن يكون الاستثناء منقطعا.

.الفوائد:

- لفتة في الأسلوب.
ورد في هذه الآية قوله تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} فقد جمع ضمير (من) وضمير الشيطان الواردين في الآية السابقة، لأن (من) مبهم في جنس العاشي، وقد قيض له شيطان مبهم من جنسه، فجاز أن يرجع الضمير إليهما مجموعا.

.[سورة الزخرف: آية 39]:

{وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ (39)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ (ينفعكم)، (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بـ (ينفعكم) على تقدير: إذ تبيّن ظلمكم، (في العذاب) متعلّق بـ (مشتركون).
والمصدر المؤوّل (أنّكم في العذاب مشتركون) في محلّ رفع فاعل ينفعكم أي لن ينفعكم اشتراككم في العذاب بالتأسيّ.

.[سورة الزخرف: آية 40]:

{أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (40)}.

.الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (الفاء) استئنافيّة (أو، الواو) عاطفان (من) موصول في محلّ نصب معطوف على العمي (في ضلال) متعلّق بخبر كان.
جملة: {أنت تسمع} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تسمع} في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنت).
وجملة: {تهدي} في محلّ رفع معطوفة على جملة تسمع.
وجملة: {كان في ضلال} لا محلّ لها صلة الموصول (من).

.[سورة الزخرف: الآيات 41- 42]:

{فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42)}.

.الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (ما) زائدة (نذهبنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط (بك) متعلّق بـ (نذهبنّ)، (الفا ء) رابطة لجواب الشرط في الآيتين (منهم) متعلّق بالخبر (منتقمون).
جملة: {نذهبنّ} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إنّا منهم منتقمون} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
42- (أو) حرف عطف (نرينّك) مثل نذهبنّ، ومعطوف عليه، (الذي) موصول في محلّ نصب مفعول به ثان (إنّا عليهم مقتدرون) مثل إنّا منهم منتقمون.
وجملة: {نرينّك} لا محلّ لها معطوفة على جملة نذهبنّ.
وجملة: {وعدناهم} لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: {إنّا عليهم مقتدرون} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وهو معطوف على الجواب السابق بـ (أو).

.[سورة الزخرف: الآيات 43- 45]:

{فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ (44) وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ (45)}.

.الإعراب:

(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بالذي) متعلّق بـ (استمسك)، (إليك) متعلّق بـ (أوحي)، ونائب الفاعل هو العائد (على صراط) متعلّق بخبر إنّ.
جملة: {استمسك} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاءك الوحي فاستمسك.
وجملة: {أوحي إليك} لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: {إنّك على صراط} لا محلّ لها تعليليّة.
44- (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوكيد (لك) متعلّق بـ (ذكر) وكذلك (لقومك) (الواو) اعتراضيّة، والواو في (تسألون) نائب الفاعل.
وجملة: {إنّه لذكر} لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
وجملة: {سوف تسألون} لا محلّ لها اعتراضيّة.
45- (الواو) عاطفة (من) موصول في محلّ نصب مفعول به (من قبلك) متعلّق بـ (أرسلنا)، (من رسلنا) تمييز الموصول- أو حال من العائد المقدّر- (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (من دون) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
وجملة: {اسأل} في محلّ جزم معطوفة على جملة استمسك.
وجملة: {أرسلنا} لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: {جعلنا} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يعبدون} في محلّ نصب نعت لآلهة.

.البلاغة:

المجاز: في قوله تعالى: {وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا}.
أوقع السؤال على الرسل، مع أن المراد أممهم وعلماء دينهم، كقوله تعالى: {فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ}. وفائدة هذا المجاز هي التنبيه على أن المسؤل عنه ما نطقت به ألسنة الرسل، لا ما يقوله أممهم وعلماؤهم من تلقاء أنفسهم.
فهم إنما يخبرونه عن كتاب الرسل، فإذا سألهم فكأنه سأل الأنبياء عليهم السلام.

.[سورة الزخرف: الآيات 46- 48]:

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَقال إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ (46) فَلَمَّا جاءَهُمْ بِآياتِنا إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ (47) وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها وَأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (بآياتنا) متعلّق بحال من موسى (إلى فرعون) متعلّق بـ (أرسلنا)، (الفاء) عاطفة.
جملة: {أرسلنا} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة.
وجملة: {قال} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: {إنّي رسول} في محلّ نصب مقول القول.
47- (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (بآياتنا) متعلّق بحال من فاعل جاءهم وهو ضمير يعود على موسى (إذا) فجائيّة (منها) متعلّق بـ (يضحكون).
وجملة: {جاءهم} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {هم منها يضحكون} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {يضحكون} في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
48- (الواو) عاطفة في الموضعين (ما) نافية (آية) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به ثان- والرؤية بصريّة- (إلّا) للحصر (من أختها) متعلّق بـ (أكبر) (بالعذاب) متعلّق بحال من ضمير الغائب في (أخذناهم).
وجملة: {ما نريهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: {هي أكبر} في محلّ نصب حال من آية.
وجملة: {أخذناهم} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
فانتقمنا منهم وأخذناهم.
وجملة: {لعلّهم يرجعون} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يرجعون} في محلّ رفع خبر لعلّ.

.البلاغة:

الكلام الجامع المانع: في قوله تعالى: {وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها}.
أي أن كلّ واحدة من هذه الآيات، إذا أفردتها بالفكر، استغرقت عظمتها الفكر وبهرته حتى يجزم أنها النهاية، وأن كلّ آية دونها. فإذا نقل الفكرة إلى أختها استوعبت أيضا فكره بعظمها، وذهل عن الأولى، فجزم بأن هذا النهاية، وأن كلّ آية دونها والحاصل أنّه لا يقدر الفكر على أن يجمع بين آيتين منهما، ليتحقق عنده الفاضلة من المفضولة، بل مهما أفرده بالفكر جزم بأنه النهاية.
وعلى هذا التقدير يجري جميع ما يرد من أمثاله.

.الفوائد:

- حذف الصفة.
من أساليب العرب أنهم يحذفون الصفة في سياق الكلام لفهمها. وقد ورد ذلك في الآية الكريمة التي نحن بصددها في قوله تعالى: {وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها}.
أي من أختها السابقة. وقد ورد ذلك في عدة مواضع من القرآن الكريم مثل: {يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} أي سفينة صالحة، بدليل أنّه قري ء كذلك. ومنه {تُدَمِّرُ كُلَّ شيء} أي كلّ شيء سلطت عليه.
{قالوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ} أي الواضح. وقد ورد ذلك في الشعر، قال العباس بن مرداس:
وقد كنت في الحرب ذا تدرأ ** فلم أعط شيئا ولم أمنع

والتقدير ولم أعط شيئا طائلا.
ومنه قول عمران بن حطان:
وليس لعيشنا هذا مهاه ** وليس دارنا هاتا بدار

والتقدير بدار دائمة. ومعنى مهاه: الحسن. وتدرأ: القوة. ومنه قوله تعالى: {قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شيء} أي نافع و{إن نظن إلا ظنا} أي ضعيفا.

.[سورة الزخرف: آية 49]:

{وَقالوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ (49)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (لنا) متعلّق بـ (ادع)، (بما) متعلّق بـ (ادع)، و(الباء) سببيّة، (عندك) ظرف منصوب متعلّق بـ (عهد)، (اللام) المزحلقة للتوكيد.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {النداء وجوابه} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {ادع} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {عهد} لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.
وجملة: {إنّنا لمهتدون} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

.[سورة الزخرف: آية 50]:

{فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ (50)}.

.الإعراب:

مرّ إعراب نظيرها مفردات وجملا.

.[سورة الزخرف: الآيات 51- 56]:

{وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قال يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمًا فاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْناهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ (56)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (في قومه) متعلّق بـ (نادى)، (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (ليّ) متعلّق بخبر ليس (الواو) حاليّة، (هذه) اسم إشارة مبتدأ خبره جملة تجري (الأنهار) بدل من الإشارة- أو عطف بيان عليه- (من تحتي) متعلّق بحال من فاعل تجري بحذف مضاف أي من تحت قصري (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية.
جملة: {نادى فرعون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قال} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {النداء وجوابه} في محلّ نصب مقول القول.